الدعوة إلى الله قول وعمل، سلوكٌ يظهر في حياة المسلم يترجم به تعاليم دينه إلى أفعال مؤثّرة في مجتمعه ومن حوله، ومن هذه الأبواب التي يظهر فيها التطبيق الفعلي لتعاليم الدين الإسلامي: كفالة اليتيم والاهتمام به.
فقد أوصى الله عزوجل نبيه وأمته من بعده بالرفق باليتيم؛ فقال تعالى: {فأمَّا اليتيم فلا تقهرْ} (سورة الضحى “9”). وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الاهتمام باليتيم ورعايته، ورغَّب في ذلك؛ فقال: «أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئاً». (أخرجه البخاري).
قال ابن بطَّال -مُعلِّقاً على هذا الحديث-: “حقٌّ على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك”. (فتح الباري).
ومن هذا المنطلق أنشأت الجمعية الشرعية مشروع كفالة الطفل اليتيم، في غرة رجب، لعام 1405هــ، بإشراف د. رضا الطيب -رحمه الله-، وعمّمت المشرع في سائر فروعها ومساجدها، تطبيقاً للهدي النبوي، ومساعدةً للأيتام، وتسهيلاً لطريق الخير لمن أرادوا مجاورة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
وقد صادف المشروع -بفضل الله- رواجاً كبيراً، وإقبالاً عظيماً، ونجاحاً مبهراً، حتى بلغ عدد أسر الأيتام: ثمانية وثلاثمئة وثلاثة آلاف (3308) أسرة، وعدد الأطفال الأيتام: أربعاً وسبعين ومئتين وستة آلاف (6274) يتيماً.
يُفسِّر العلماء الكفالة بأنها: القيام بأمر اليتيم ومصالحه، وهذا يعني أن الكفالة أوسع من مجرد تلبية مطالب الطفل المادية من المطعم والمشرب والملبس وغير ذلك، وأنها تعني أمراً زائداً على ذلك، يشمل: تربية اليتيم، والقيام على شئونه المعنوية والمادية أيضاً، وهذا يشترك فيه كل الأيتام، غنيهم وفقيرهم.
ولما حملت الجمعية الشرعية على عاتقها تطبيق هذا المشروع الجليل؛ أَوْلتْ كلا الجانبين -المادي، والمعنوي- رعايةً واهتماماً، فعلى الصعيد المادي: توفر الجمعية -بالتعاون مع الكفلاء- مبلغاً شهرياً للطفل، مع تقديم الخدمات العينية؛ كالعلاج، وصرف الدواء مجاناً, بالإتفاق مع أهل الخير من الأطباء وأصحاب الصيدليات، وتوفير الاحتياجات الضرورية واللازمة من الطعام والشراب والملبس، بالاتفاق مع كثير من أصحاب المخابز، والمحلات التجارية، ومحلات الأطعمة والمشروبات، المسهمة في هذا المشروع.
كما تقدم الجمعية الرئيسية للأيتام عطاءات سنوية ثابتة؛ منها: البطاطين في مطلع كل شتاء, والمواد الغذائية في شهر رمضان من كل عام, واللحوم في عيد الأضحى، واحتياجات الدراسة في مطلع العام الدراسي .
وعلى الصعيد المعنوي: أطلقت الجمعية مشروع: “لقاء الجمعة“، لدمج الأيتام مع غيرهم من الأطفال، والقيام على غرس تعاليم الدين في نفوسهم، مع توفير قسطٍ مناسبٍ لهم من الترفيه والتسلية واللعب الذي يحتاجون إليه في هذه المرحلة.
كما تنظِّم الجمعية لهم رحلات في العطلة الصيفية للأماكن السياحية، والثقافية، والتاريخية، وتتحمل الجمعية الرئيسية تكاليف الرحلات والانتقالات.
أيضاً تقوم الجمعية الرئيسية كل عام بتكريم المتفوقين منهم في الشهادات العامة, وتكريم خريجي الجامعات، وذلك بتقديم الهدايا والمكافآت النقدية لهم.
الخطوة الأولى
يقوم المشرفون بكل مسجد بحصر الأطفال الأيتام في المنطقة السكنية التابعة للمسجد, وتقييد أسمائهم في كشوف، ثم يجرون البحوث الاجتماعية لهؤلاء الأطفال الأيتام لتحديد وضعهم المادي، وتحديد مدى احتياجاتهم الفعلية، وينشئون لكل أسرة ملفاً يضم مستنداتها، وكذا يقسمون هؤلاء اليتامي بحسب احتياجتهم.
الخطوة الثانية
يقوم أحد المشرفين بكتابة بيانات كل طفل على شهادة الكفالة، ثم يبدأ بعرض هذه الشهادات على أهل الفضل في الحي، أو البلدة، أو القرية التي يقيم فيها اليتيم، ليسد أهل كل حي، أو قرية احتياجات هؤلاء، فإن عجزوا: انتقل الأمر إلى غيرهم من المناطق المجاورة لهم.
الخطوة الثالثة
يقوم الكافل باختيار طفل أو أكثر -من غير المكفولين- بالمسجد، ويسدد مبلغاً شهرياً، أو سنوياً، للكفالة، وفي المقابل: يستلم إيصالاً معتمداً، ومختوماً بختم الجمعية، ويقوم المسجد بصرف مبلغ الكفالة للطفل اليتيم شهرياً.
وتهيب الجمعية بالكافلين أن يقوموا -ومعهم أسرهم إن أمكن- بزيارة أسرة اليتيم المكفول، ويا حبذا لو حملوا إليهم بعض الهدايا، في محاولة منهم لتعويضهم عن فقد الأب وعائل الأسرة الأول، وإدخال السرور عليهم، فذلك أحب الأعمال إلى الله عز وجل.
يهدف المشروع إلى تحقيق أهداف متعددة؛ من أهمها:
- إحياء الهدي النبوي في تنفيذ وصيته صلى الله عليه وسلم بالعناية والاهتمام باليتيم.
- سد حاجات الطفل المادية والنفسية، عن طريق المشرفين بالمسجد، وكذا عن طريق الكافل الذي يعوضه بعض الشيء عن إحساسه بفقد أبيه، فيصبح الطفل بعد ذلك عضواً بنَّاءً فى مجتمعه، لا حاقداً، ولا مبغضاً .
- سد حاجات الأرملة التى توفى عنا زوجها، وتخفيف الأعباء عن كاهلها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار». (رواه البخاري، ومسلم).
- العمل على تقوية نسيج المجتمع، وتوثيق اللُحمة بين أفراده، وذلك بالتعاون القائم بين أصحاب المشروعات التجارية، والخدمية، وبين الأيتام وأسرهم.
عند تقدّم أولياء الطفل اليتيم للاشتراك بالمشروع يُرجى إحضار الأوراق والمستندات التالية:
- عدد (2) صورة من شهادة وفاة الأب.
- عدد (2) صورة من بطاقة الأم الأرملة.
- عدد (2) صورة من شهادة ميلاد كل طفل.
- عدد (4) صورة شخصية لكل طفل.
- بيان قيد مدرسي للتلاميذ بالمدرسة، أو إثبات قيد لطلاب الجامعة (أصل الإفادة، أو إثبات القيد، وصورتهما).
- بيان بمبلغ المعاش من التأمينات الاجتماعية التابعة لها الأم التي تتقاضاه عن زوجها، أو نفسها، أو والدها، أو غير ذلك؛ مثل: (بيان مفردات مرتب الأم التي تعمل، أو الضمان(.
- بيان من الجمعية الزراعية للأم والأب المتوفى، إذا كانت الأسرة من الأرياف، واعتمادها من الإدارة الزراعية بالمحلة الكبرى، مع ختمها بختم النسر.
- إذا كانت الأم هي الأخرى متوفاة: يرفق بالدوسيه عدد (2) صورة من قرار الوصاية، وعدد (2) صورة من شهادة وفاة الأم، وعدد (2) صورة من بطاقة الوصي.
يمكنكم زيارة إدارة المشروع، وذلك في العنوان التالي:
الطابق الأول بالجمعية الشرعية، شارع الدكتور سعيد، خلف شركة نور الإيمان، المتفرع من شارع البحر، المحلة الكبرى.
– كما يمكنكم التواصل مع القائمين على المشروع من خلال الهاتف:
موبايل: 0111077917- 0111077918